السبت، 3 أغسطس 2013

من رحم الذاكرة تولد الهوية




كل الأوطان افتراضية مالم تتشكل على أرضها ذاكرة مواطنيها ، ولست هنا لأحدد شروط المواطنة ولا لأطرح أزمة الهوية ، بل لأسقط الضوء على مسؤولية المواطن  " كائنا من كان " اتجاه هويته .

في تعريف شائع للذاكرة: هي القدرة التي يمتلكها الإنسان لإسترجاع المعلومات واستحضارها ، وهذه القدرة هي مركز قوة ، فمن أنت ومن أين جئت ..الفرد كما الجماعة  "عديم"  الهوية بلا ذاكرته إذاً كل إنسان له هويته الخاصة التي شكلتها ذاكرته الفردية أو الجمعية مالم يفقد الذاكرة بعد !

وفي إعتبار" أن الذاكرة ليست كيانا ميتافيزيقيا مكتمل التكوين منذ البدء ،وأنها سيرورة سيكلوجية تجد سندها المادي في الذاكرة وهي عملية تطويرية تنشأ تدريجيا بفضل تفاعل الفرد مع الغير " كما تؤكد ذلك كتب علم الفلسقة ، لذا فمن الضروري تحديد ذاكرة المكان الذي نشأت على سطحه ذاك التفاعل وتشكلت هوية الإنسان من خلال ذاكرته الفردية وليست الجمعية، وأقول فردية لأن لكل فرد زاويته الخاصة المميزة ،حيث يتجلى ابداعه بها بلاوعي أو إرادة، ذاكرته وتلك الزاوية كلاهما جزء من الآخر،أما الذاكرة الجمعية ففي مفهوم موريس هالبواكس عالم الإجتماع والفيلسوف الفرنسي " هي الذاكرة المشتركة لجماعة بشرية معينة مكونة للمجتمع" هي ذاكرة بلا ملامح ولا تفاصيل تقوم على الإجمال والتعميم

السؤال ماذا لو كانت الذاكرة الجمعية لفئة ما مشوهة ؟ ماذا لو أن ثقافة مجتمع كامل تسيئ إليك وإلى هويتك ؟ الجواب أنت بذاكرتك الفردية فقط تستطيع إعادة الماضي بالصورة الصح وتثبت هويتك.

كلنا مسؤول لخلق ذاكرة جمعية صحيحة بالإستعانة بالذاكرة الفردية، والتجارب العالمية في تدوين الذاكرة الفردية سواء كانت أدبية أو فنية غالبيتها تكللت بالنجاح لما تحمله من صدق في الصورة أو العبارة .

 وكتطبيق عملي لترسيخ ذاكرة المكان انطلق منذ عام مشروع " مناطق محرومة"  للشاعر والمصور:/ محمد السالم ، والذي يسعى إلى توثيق حالة حرمان ، رحلة شقاء، رائحة صبر، ذاكرة مكان وهوية بشر  في بعض المناطق التي عاش فيها فئة  "الكويتين البدون " وحسب نظرية أرسطو للذاكرة وبأنها الصورالتي تدخل ذهن الإنسان عبر بوابات الحواس، نأمل بإدخال " صور" من ذاكرتك الفردية ؛ من ذات الزاوية التى تتعرى فيها من كل مايشتت ويناقض ذاكرتك الأشبه بحلم جميل وصادق إلى الذاكرة الجمعية وبالتالي ذاكرة التاريخ ،هويتك في ذاكرتك وذاكرتك تبدأ من عملك..!!
*الصورة المرفقة للمبدع بلال الفضلي

الثلاثاء، 11 يونيو 2013

حتى مطلَع الشمس

 
 
 
الفجرُ
 لايسهو أبداً
يوقظني كشمسٍ باردة
كنقطة في فضاءات الله الواسعة
لا انعدمت ، ولااستراح الظل منها!
:
باكراً؛ أعدُ للشمس على أرصفتي منازلها
 أمي تسأل : ماذا تحتاج..؟!
أحتاج فماً لايفتح قبري
عيناً لاتخشى النظارات الشمسية
 قدماً تتقنُ ركلَ الطبقية
روحاً لاتهرب من جسدي
وأجيبُ أنا:  لا شيء
 قبل أن يغفو النهار سأعود
:
أمشي حيثما يقودني الرصيف
هو: لاينسى بأنه حجرٌ
وأنا: مازالت أحلامي به يقظة !
 لو أن رصيفاً يطير بي !!
لإستبدلتُ قطعة الخبز ؛ التي تحملها أختي بدمية!
:
لا أحد بهذا الشارع يعيرني انتباهاً
سوى أولئك الذين نسلوا عهدي
في فراغات الشمس
أستنجدهم
فقط قولوا للمساء ألا يأتي !!
..
الصورة المرفقة : بعدسة بلال الفضلي

الجمعة، 3 مايو 2013


أستيقظ منتصف العمر

أشعلُ ورقة من ذاكرة الأمس

وأشَكل منها غيمات ؛ ترعى الخرافَ الذين عبروا سياج الحُلم

في الثاني من أيار..؛

أتفاوض مع المستحيل..!!

السبت، 9 مارس 2013


1

لم أكن حزينة..،
قدمتُ القرابين كلها
تلوتُ التراتيل في محراب نمل كسول
يبدو أن الريح بددتها داخل أحضان غيمة
فأطفأني الليل..!!

2

يتثاءب المللُ بوجهي
تهرب عيني إلى اللوحة والبرواز
أي حوار يجمعهما..؟
مادام الأصل لهما شجرة
تُرى كيف حياة الأخشاب ..؟
هل تلعنُ فأساً حوّلها (طاولةً للعد ) ..؟!
أم تبكي على جذعها: طاولة أيتام الحطاب..!
رقصة الشبق أيقنتها الطاولة
والجوع يترنح ...!!

3

على طاولتي أحتسي هدوءاً مصطنعاً
وأعد أصابعي تماماً كمن يعدُ أضلعَ السجن
أنا وهو كالمرآة
كالمبدأ الثنائي للزرادشتية
هو نصف الكأس الفارغ وأنا الآخر منه
هو الموج الغاضب الذي قذفني زجاجةً مكمومة الشفاة
يجمعنا مقهى في آخر الشارع
يحلم بوطن ..،،

4

هششت أفكاري بفضاضة
وشرعتُ للريح نافذة الغرفة
كنست أفكاري إلى عالم آخر،
كانت المدينة قد نامت بعباﺀة أرملة
ونصف الكأس ابتلع نصفه
هكذا..،
حتى سقطتُ في حفرة..،

 ..


الأحد، 13 يناير 2013

أين ظلَي..؟

                                                                                 
 
غضبى خرجتُ أركل الأرض
بقدمي تارة
وحجرٍ .. آخرى
بحذر راقصت يدي
ثم انتبهت ..!!
أين ظلي ..؟
هل لظلي أن يشتهي الغياب
في حضرة يقينٌ..!؟؟
 وتهدَلت أغصاني...!  
عبثاً كنتُ أحاول
علّي أقتبس الجواب
بلا ظل عدتُ
أحملُ شمساً موقوتة
بحقائب ليلية
سألت أمي فقالت
قد هام الظلام بالظلال ..!
لكن جدتي أفصحت عن أساطير
" أنثى اللاظلال "
تُرى هل لي أن أحيا دونه ..؟!
أأنا من عدم ..؟!
أم أني خيالٌ في خيالٍ ..؟
وحيث تتسامى الأرض مع السماء
بكيت حتى خددّت المكان
مضيت أزرع تراتيل الرماد
أحلامُ اليتامى
حيرةُ المؤودات..!
كحلُ الحياة
بلَلَتها بدموع الخائفين
ريثما طارت نوارس
وحطت غربان
ولِد شبحي على استحياء
بلهفة حلم العذارى
حملته بين كفيّ
أزف البشرى لجدتي
بينما ابنة الجيران باتت
بلا جسد ..!!